کد مطلب:239572 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:148

تعقیب هام و ضروری
و مما هو جدیر بالملاحظة هنا، هو أن أئمة الهدی علیهم السلام كانوا یستعملون التقیة فی كل شی ء الا فی مسألة أنهم علیهم السلام الأحق بقیادة



[ صفحه 323]



الامة، و خلافة النبی (ص) . مع أنها لا شی ء أخطر منها علیهم، كما تشیر الیه عبارة الشهرستانی الآنفة، و غیرها .

و ذلك یدل علی مدی ثقتهم بأنفسهم، و بأحقیتهم بهذا الأمر ..

فنری الامام موسی (ع) یواجه ذلك الطاغیة الجبار هارون بهذه الحقیقة، و یصارحه بها، أكثر من مرة، و فی أكثر من مناسبة [1] بل لقد رأینا الرشید نفسه یعترف بأحقیتهم تلك فی عدد من المناسبات علی ما فی كتب السیر و التاریخ ..

و لقد نقل غیر واحد [2] أنه : عندما وقف الرشید علی قبر النبی (ص)، و قال مفتخرا : السلام علیك یا ابن عم . جاء الامام موسی (ع)، و قال : السلام علیك یا أبة . فلم یزل ذلك فی نفس الرشید الی أن قبض علیه .

و عندما قال له الرشید : أنت الذی تبایعك الناس سرا ؟!

أجابه الامام (ع) : أنا امام القلوب، و أنت امام الجسوم [3] .

و أما الحسن، و الحسین، و أبوهما ؛ فحالهما فی ذلك أشهر من أن یحتاج الی بیان ..

بل ان أعظم شاهد علی مدی ثقتهم بأحقیة دعواهم الامامة ما قاله الامام الرضا (ع) للقائل له : انك قد شهرت نفسك بهذا الأمر، و جلست مجلس أبیك ؛ و سیف هارون یقطر الدم ؟!! ..



[ صفحه 324]



فأجابه الامام (ع) : « جرأنی علی هذا ما قال رسول الله (ص) : ان أخذ أبوجهل من رأسی شعرة ؛ فأشهد أنی لست بنبی.. و أنا أقول لكم : ان أخذ هارون من رأسی شعرة ؛ فاشهدوا أنی لست بامام .. » [4] .

و فی هذا المعنی روایات عدیدة [5] .

و لكنهم علیهم السلام قد انصرفوا بعد الحسین (ع) عن طلب هذا الأمر بالسیف .. الی تربیة الأمة، و حمایة الشریعة من الانحرافات التی كانت تتعرض لها باستمرار ؛ و لأنهم كانوا یعلمون : أن طلب هذا الأمر من دون أن یكون له قاعدة شعبیة قویة و ثابتة، و واعیة، لن یؤدی الی نتیجة، و لن یقدر له النجاح، الذی یریدونه هم، و یریده الله .. و لكنهم - كما قلنا - ظلوا علیهم السلام یجاهرون بأحقیتهم بهذا الأمر، حتی مع خلفاء وقتهم، كما یظهر لكل من راجع مواقفهم و أقوالهم فی المناسبات المختلفة ..


[1] راجع : الصواعق المحرقة، و ينابيع المودة، و وفيات الاعيان، و البحار، و قاموس الرجال، و غير ذلك.

[2] البداية و النهاية ج 10 ص 183، و الكامل لابن الاثير ج 6، ص 164 ط صادر، و الصواعق المحرقة ص 122، و الاتحاف بحب الاشراف ص 55، و مرآة الجنان ج 1 ص 395 و أعيان الشيعة، و ينابيع المودة، و غير ذلك.

[3] الاتحاف بحب الاشراف ص 55، و الصواعق المحرقة ص 122.

[4] المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 339، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 213.

[5] راجع : البحار ج 49، و روضة الكافي، و عيون أخبار الرضا، و ارشاد المفيد، و غير ذلك.